لطالما تكررت التصريحات الصادرة عن المسؤولين في الحكومة السورية بأن الدولار يتجه نحو 2500 ليرة سورية. وبأن أي ارتفاع عن هذا السعر هو ارتفاع وهمي. كما صرحوا أيضاً بأن هدف الحكومة حالياً بما يخص سعر صرف الدولار في السوق السوداء هو دفعه ليتساوى مع سعر الصرف الرسمي.
وفي سبيل تحقيق ذلك بدأت الحكومة السورية أولى خطواتها بوضع حد للسحوبات المصرفية اليومية. وبعدها منعت استيراد الهواتف المحمولة بالإضافة لسلع تجارية أخرى بهدف تقليص الحاجة للدولار. واستمرت إجراءات الحكومة حتى كان اخرها بدء بيع الدولار للتجار والصناعيين بسعر مدعوم أقل من سعر الدولار في السوق السوداء. حيث أعلنت حينها عدة شركات صرافة عن بيع الدولار للتجار والصناعيين بسعر 3100 ليرة سورية، في حين كان السعر في السوق السوداء 3300 ليرة سورية. وقد تم ذلك عن طريق البيع الآجل. حيث يدفع التاجر سعر ما يحتاجه من الدولار ويستلم الدولار بعد انقضاء المدة المتفق عليها والتي كانت حينها 10 أيام. وكان الهدف من اعتماد طريقة البيع الآجل هو عدم السماح للتجار بالاحتفاظ بسيولة نقدية من أجل ضمان عدم استخدامها بالمضاربة في السوق السوداء.
إجراءات الحكومة خفضت سعر الدولار بعد أن لامس 5000 ليرة حتى وصل اليوم إلى سعر 2950 ليرة. وبما أن هدف وصول الدولار إلى سعر 2500 ليرة لم يتحقق بعد. بدأت الحكومة بيع الدولار بسعر 2790 ليرة بهدف الضغط أكثر على سعر الدولار بالسوق السوداء. ولكن هذه المرة كان استلام الدولار بعد 20 يوم. بهدف الاحتفاظ بالسيولة النقدية أطول فترة ممكنة. بحيث لا يتم منح التجار كمية كبيرة من الدولار يتم استخدامها بالمضاربة ولا تبقى الليرة السورية معهم لمنع استخدامها بالمضاربة. كما أن احتفاظ الحكومة بالليرة السورية أطول فترة ممكنة يقلل من عرضها في السوق الأمر الذي ينعكس على قيمتها بشكل إيجابي.
هل ستتمكن الحكومة السورية من تخفيض الدولار إلى مستوى 2500 ليرة سورية؟
بالرغم من عدم وجود أي مؤشر على تحسن الاقتصاد السوري. فإن معظم المحللون الاقتصاديون يتوقعون بأن وصول الدولار إلى 2500 ليرة سورية هو أمر ممكن لعدة أسباب. أولها الحالة النفسية لدى جميع السوريين والتي تدعم انخفاض الدولار مؤقتاً. حيث أن معظم السوريون يعتقدون بأن إجراءات الحكومة بالإضافة لارتفاع نسبة الحوالات الواردة حالياً قد يمنح الحكومة القدرة على المضاربة على سعر الدولار وبيعه للتجار والصناعيين بسعر أقل من سعر السوق السوداء بهدف الضغط عليه ودفعه نحو مستوى 2500 ليرة. كما أن السوريون يعتقدون بأن تخفيض سعر الدولار حالياً مهم جداً بالنسبة للحكومة لأسباب تتجاوز الهدف الاقتصادي. ولكن السؤال الأهم.
هل سوف يستقر الدولار عند مستوى 2500 ليرة سورية؟
يعلم الاقتصاديون جيداً بأن المحافظة على استقرار سعر صرف الدولار عند مستوى 2500 ليرة سورية يحتاج إلى كمية كبيرة من الدولار أكبر من التي تمتلكها الحكومة السورية. خاصةً وأن موارد الدولار قليلة جداً وتكاد تقتصر على الحوالات ودفع البدل. الأمر الذي سيجعل من الصعب الحفاظ على سعر الدولار عند مستوى 2500 ليرة. وبالتالي فإن عودة الدولار للصعود هي مسألة وقت فقط، خاصةً وأن معظم التجار السوريين يعتبرون هبوط الدولار حالياً هو هبوط تصحيحي. وينظرون للمستوى 2500 على أنه مستوى لشراء الدولار ونهاية للهبوط التصحيحي.