وفي نهاية العام الماضي أعلنت الحكومة السورية عن الخطة الزراعية 2020-2021 التي تهدف للتوسع بزراعة القمح. حيث أكدت الحكومة حينها أن عام 2021 سيكون “عام القمح”. وحشدت وسوقت لهذا الشعار إعلامياً بشكل غير مسبوق. ولكن النتائج كانت عكس الخطة تماماً، فإنتاج القمح لهذا العام هو أقل بكثير من السنوات الماضية.
عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزارعة اعترف بفشل الحكومة:
اعترف عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزارعة في محافظة حماة (فاضل درويش) أن الحكومة السورية أخطأت بتسمية العام الحالي بـ “عام القمح”. حيث أن الخطة الحكومية فشلت تماماً ولم تحقق أهدافها. وحسب كلام درويش: “حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر، يمكن إطلاق هذا المثل الشعبي بكل ثقة على عام القمح الذي أعلنته وزارة الزراعة هذا الموسم، وحشدت له إعلامياً، من دون توفير مستلزماته لمنتجيه بالشكل الذي يمكنهم من زراعة أراضيهم به وجني محصول وافر”.
سوء الإدارة تسبب بخسارة محصول القمح ومحصول الشعير:
اعتراف درويش جاء خلال حديث أجراه مع صحفية سورية محلية تابعة للحكومة السورية. حيث اعترف خلاله بأن وزارة الزراعة فشلت تماماً في زراعة مناطق المحافظة الشرقية بالقمح بدلاً من الشعير. الأمر الذي أدى إلى خسارة المحصولين بآن واحد.
هذا وقد نوه درويش لعدة عوامل ساهمت بتراجع الإنتاج لهذا العام. منها العوامل الجوية من شح الأمطار، والحرارة العالية، وسيطرة الجفاف، كلها أسباب وعوامل أسهمت بتدني الإنتاج، وضياع محصول الشعير. كما أن منع الحكومة السورية زراعة الشعير في ريف محافظة حماة الشرقي بهدف التوسع بزراعة القمح، أدى إلى خسارة المحافظة للمحصولين.
موسم القمح لعام 2021 أقل من المواسم السابقة:
وأكد درويش خلال حديثه أن الكميات المسوقة حتى صباح أمس من القمح، بمختلف مراكز الاستلام بمناطق محافظة حماة، بلغت 116 ألف طن. 90 ألف طن منها من منطقة الغاب، وهي “كمية متدنية قياساً لمواسم التسويق السابقة” حسب كلام درويش. وانتقد درويش اهمال الحكومة للفلاحين في محافظة حماة حيث نوه إلى أن محافظة حماة توفر عادة 30% من حاجة سوريا من القمح. ومع ذلك لم تخصص الحكومة لفلاحيها هذه النسبة من المحروقات.
أسباب انخفاض إنتاج القمح في سوريا عام 2021:
اعتبر “درويش” أن سبب تدني إنتاج القمح هذه السنة هو تعرضه خلال فترة الإباضة في شهر آذار لموجة حر عالية وبعدها تعرض لموجة صقيع في نيسان، كما أن قلة المحروقات المخصصة للحقول البعلية كان لها دور بانخفاض الإنتاج.
الكارثة قادمة:
اعتبر مراقبون بأن أزمة الخبز القادمة إلى سوريا أصبحت مؤكدة. والسبب بكل وضوح هو فساد الحكومة السورية وعدم كفاءتها. حيث أن أصحاب القرار في سوريا يعملون لخدمة مصالحهم الشخصية والاستثمارية بدلاً من العمل من أجل المصلحة الوطنية العامة. الأمر الذي نتج عنه الكثير من الأزمات التي يعاني منها حالياً الشعب السوري. ولكن أزمة الخبز سوف تكون أخطر هذه الأزمات لأن الخبز هو مادة غذائية أساسية للسوريين.