تستمر تكاليف البناء في سوريا بالارتفاع بشكل غير مسبوق مسببةً ركود تام بحركة الإعمار في البلاد. حيث أن أسعار الإسمنت ومواد البناء الأولوية بالإضافة إلى تكاليف العمال أصبحت تسجل أرقام لا يمكن للسوريين تحملها. وفي كثير من الأحيان يتجاوز سعر بناء الشقة واكسائها سعر شقة جاهزة في الأحياء الشعبية. وحسب ما أكده العاملون في مجال البناء فإن اكساء شقة 100 متر يكلف ما بين 350,000 ل.س إلى 500,000 ل.س للمتر الواحد (هذا في حال كانت المواد المستخدمة بالإكساء متواضعة الجودة). أما في حال استخدام مواد جيدة تصبح تكلفة المتر ما بين 450,000 ل.س إلى 600,000 ل.س وبالتالي تصبح تكلفة اكساء الشقة كاملة تتراوح بين 45 مليون ليرة إلى 60 مليون ليرة. أما الاكساء ديلوكس فقد تتجاوز تكلفة اكساء شقة 100 متر مبلغ 100 مليون ليرة. حيث أن الأمر يتعلق بشكل كامل بنوعية المواد المستخدمة وجودتها وتكلفة اليد العاملة.
ارتفاع تكلفة اكساء الشقق أدى إلى شلل سوق العقارات:
تعتمد حركة البيع والشراء في سوق العقارات بمعظمها على بيع وشراء البيوت الغير مكسية (بيوت على العظم). وعندما تكون تكلفة الاكساء مرتفعة فإن حركة الشراء تصبح قليلة جداً وحالة الركود هي التي تغلب على سوق العقارات. ولذلك أرجع معظم أصحاب المكاتب العقارية سبب تراجع الحركة في سوق العقارات إلى ارتفاع تكاليف الاكساء. كما أن قانون البيوع العقارية زاد الوضع سوء، إذ رفع تكاليف شراء وبيع الشقق كما أنه عرقل إجراءات البيع والشراء في سوق العقارات.
التكلفة سوف ترتفع في الأيام القادمة:
حسب ما صرح به العديد من خبراء الاقتصاد فإن سوريا في الأيام القادمة سوف تشهد انخفاض في قيمة الليرة السورية. وبالتالي ارتفاع جديد في معدل التضخم، الأمر الذي سوف ينتج عنه ارتفاع في أسعار المواد ومن ضمنها مواد البناء. وبالتالي ارتفاع تكاليف اكساء شقة أو شرائها. كما أن ارتفاع أسعار المواد والمنتجات في الأسواق السورية سوف يسبب المزيد من التراجع بالقدرة الشرائية للمواطن السوري. وبالتالي سوف تزيد الفجوة بين قدرته الشرائية المنخفضة وأسعار العقارات المرتفعة. الأمر الذي سوف يسبب تفاقم حالة الركود في أسواق العقارات السورية.