كان لارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية في الآونة الأخيرة تأثير على الاقتصاد العالمي بشكل عام والأمريكي بشكل خاص، حيث جذب ارتفاعها الكثير من الأموال التي كانت تبحث عن استثمار يعوض لها خسائرها بالإغلاق التي فرضته قيود كورونا، مما أدى لسحب كتلة مالية كبيرة جداً كانت متواجدة في الذهب أو كانت تنوي الاتجاه نحو الأسهم لتتجه تحت تأثير العوائد المرتفعة نحو سندات الخزانة الأمريكية، وبما أن ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية كان له أثر سلبي قوي على الذهب والأسهم، فمن الطبيعي أن يؤدي انخفاض العائد لأثر إيجابي، فالأخبار التي انتشرت في الساعات الأخيرة والتي تشير إلى تراجع عائدات السندات الأمريكية كان لها أثر إيجابي واضح على الذهب، حيث ارتد الذهب من مستوى 1,676.70 الذي يعتبر ضمن منطقة دعم قوية، فقد لامسه السعر ثم ارتفع ليغلق عند مستوى 1,715.36 دولار للأونصة، وقد أخذت مؤشرات الأسهم الأمريكية حصتها من التأثير الإيجابي للأخبار المتعلقة بالسندات الأمريكية، فارتفع مؤشر S&P 500 ليسجل مستوى 3,895 دولار، وارتفع مؤشر ناسداك 100 ليسجل مستوى 12,813 دولار.
بالرغم من حركة السيولة التي تمنح الاقتصاد اليوم دفعة من النشاط إلى أن إقبال المستثمرين على الأسهم قد يكون خجول وحذر حتى الأن، وربما يكون هذا الحذر مبرر، فعوائد السندات قد تعود للارتفاع، وتعافي الاقتصاد قد يحتاج المزيد من الوقت، خاصةً مع صعود أسماء جديدة مثل العملة المشفرة بيتكوين التي ازداد الحديث عنها مؤخراً كمنافس للذهب.
وقد أدى تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى تراجع سعر الدولار أمام العملات الرئيسية، بينما ارتفعت أسعار النفط مدعومةً من تحالف “أوباك+” بقرارات تم اتخاذها مؤخراً تؤكد تثبيت مستويات الإنتاج المعمول بها منذ بداية شهر آذار الحالي وحتى نهاية نيسان، بالإضافة للنظر الإيجابية التي يتبناها الكثير من الخبراء الاقتصاديون بخصوص تعافي الاقتصاد العالمي وبداية الخروج من الركود الذي نتج عن جائحة كورونا.