يوم الأرض هو حدث يُقام سنوياً في 22 أبريل/نيسان من كل عام. بهدف التذكير بضرورة حماية الأرض والمناخ والبيئة. حيث تمت إقامته لأول مرة في عام 1970. وفي هذا العام تزامن يوم الأرض مع قمة لحماية المناخ دعا إليها الرئيس الأمريكي جو بايدن. حيث وجه بايدن دعوة لأكثر من 40 دولة حول العالم. كما أصدر البيت الأبيض بيان بهذا الخصوص أكد فيه بأن أحد أهم الأسباب الأساسية لانعقاد القمة هو تحفيز العمل من أجل منع تجاوز حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية. وبحسب ما صرحت به هيئة الأمم المتحدة فإن السبيل لتحقيق ذلك هو تقليص الانبعاثات الحرارية بنسبة 7.6% كل عام من الآن وحتى عام 2030.
وتشير التقارير إلى أن من بين الدول المشاركة بالقمة. يوجد 17 دولة يُعتبرون مصدر 80% من الانبعاثات الحرارية التي تهدد الحياة على سطح الكوكب. وبناءً على ما جاء في تقرير نشرته هيئة الأمم المتحدة فإن 4 دول في العالم تعتبر مصدر لحوالي 55% من الانبعاثات الحرارية. والدول هم الصين، الولايات المتحدة الأمريكية. دول الاتحاد الأوروبي، الهند. حيث تعتبر هذه الدول عمالقة التلوث البيئي والمصدر الأكبر للانبعاثات الحرارية.
وفي وقت سابق تعهدت الصين (التي تعتبر المصدر الأكبر للتلوث والانبعاثات الحرارية في العالم) بتقليص نسبة الغازات المنبعثة بأكثر من 60%، في حين تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية بتقليص نسبة الانبعاثات الحرارية بنسبة 50%. كما تعهد الاتحاد الأوروبي بتقليص نسبة الانبعاثات الحرارية بنسبة 55%. بينما تعهدت الهند بتقليص نسبة الانبعاثات الحرارية بنسبة 35%. على أن يتم تنفيذ هذه التعهدات بحلول عام 2030.
وفي ثاني يوم للقمة سوف يقوم رجل الأعمال الأمريكي والمؤسس الشريك لشركة مايكروسوفت العالمية بيل غيتس بإلقاء كلمة. كما سيتم التمهيد خلال هذه القمة إلى قمة عالمية ثانية من المرجح أن تعقد في نوفمبر/تشرين الثاني في مدينة غلاسكو الاسكتلندية. والتي سوف تتمحور حول ضمان الحد من ارتفاع حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية.
كيف يؤثر الاحتباس الحراري على الاقتصاد العالمي؟
إن الانبعاثات الحرارية المستمرة والمتزايدة والاستثمار الصناعي الذي يمنح الأولية للربح اللحظي بدون النظر للتأثير المستقبلي على الموارد. أدى لإلحاق الضرر بمعظم الموارد الطبيعية على سطح الأرض. كما أثر بشكل سلبي ومباشر على جميع القطاعات الإنتاجية بالعالم. وأهمها قطاع السياحة وقطاع الزراعة والاستثمارات الصناعية المرتبطة به. وبالإضافة لذلك فقد أثر الاحتباس الحراري وتراجع معدل الموارد الطبيعية على الخطط المستقبلية للنظام المالي والاقتصادي لكل حكومة، حيث أصبحت الدول عاجزة عن وضع موازنة نمو اقتصادي تدعم النمو الاقتصادي على المدى القريب والمتوسط والبعيد من جهة وتحمي الموارد الطبيعية والبيئة من جهة ثانية. كما أن التغيرات المناخية الغير طبيعية قد تسبب عواصف وأعاصير مدمرة. ولو حدثت في أي دولة فقد تترك أثار كارثية على الاقتصاد والبنية التحتية.
الاحتباس الحراري يهدد كوكب الأرض وكل كائن حي:
الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية حذرت من الخطر القادم على الأرض بسبب الاحتباس الحراري وتأثيره المدمر على المناخ. فالتغيرات المناخية الغير طبيعية وارتفاع درجات الحرارة ووصولها لمستويات غير مسبوقة كلها أسباب تهدد بقاء الإنسان. كما أنها تقضي على جميع الكائنات الحية، فالكثير من الكائنات انقرضت تماماً بسبب دمار البيئة المناسبة لطبيعتها. وإضافةً لذلك فإن انتشار التصحر وقلة موارد المياه العذبة بالإضافة للارتفاع الكبير بنسبة التلوث في الجو كلها عوامل قد تؤدي إلى وقوع كارثة بيئية في أي لحظة. والتي يتطلب منع وقوعها تعاون دولي حقيقي وتبني كامل لخطة يتم تطبيقها بعناية وإعادة تقييم نتائجها بشكل دوري. بالإضافة لمراقبة الدول التي تعتبر الأكثر تسبباً لهذه الانبعاثات بحيث تلتزم كل دولة بالتعهدات التي قدمتها.