لم تتأخر الحكومة السورية بانتهاز الفرصة، والاختباء خلف الاصبع بإلقاء اللوم على حادثة إغلاق قناة السويس، محملةً بذلك إغلاق قناة السويس مسؤولية أزمة المشتقات النفطية في سوريا (والتي تعاني منها سوريا منذ سنوات)، حيث أعلنت وزارة النفط السورية السبت تأخر وصول ناقلة محملة بالنفط والمشتقات النفطية إلى سوريا، وصرحت الوزارة بأن إغلاق قناة السويس وتوقف حركة العبور فيها تسبب بتأخر وصول الناقلة، كما وقد كشفت الوزارة بأنها تعمل حالياً على ترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية بهدف تجنّب انقطاعها.
وقد جاء في البيان الذي نشرته وزارة النفط والثروة المعدنية السورية:
“لا تزال حركة الملاحة في قناة السويس معطلة لليوم الرابع على التوالي بسبب جنوح سفينة حاويات عملاقة وسدها للممر المائي الأهم في العالم، الأمر الذي انعكس على توريدات النفط الى سورية وتأخر وصول ناقلة كانت تحمل نفط ومشتقات نفطية للبلد، وبانتظار عودة حركة السفن الى طبيعتها عبر قناة السويس والتي قد تستغرق زمناً غير معلوم بعد، وضماناً لاستمرار تأمين الخدمات الأساسية للسوريين من (أفران ومشافي ومحطات مياه ومراكز اتصالات ومؤسسات حيوية أخرى) فإن وزارة النفط تقوم حالياً بترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية (مازوت – بنزين) بما يضمن توفرها حيوياً لأطول زمن ممكن”.
وقد ألمح البيان إلى إمكانية اتخاذ إجراءات إضافية في حال لم تنجح عمليات تعويم السفينة الجانحة حيث قال “تأمل الوزارة نجاح عمليات تعويم السفينة الجانحة وفتح قناة السويس، وذلك لعودة حركة النقل والتجارة الى طبيعتها ووصول التوريدات النفطية المنتظرة الى سورية دون الاضطرار لاتخاذ إجراءات إضافية”، الأمر الذي اعتبره السوريون تمهيداً لقطع تام للمشتقات النفطية، حيث يعلم الجميع بأن السفينة الجانحة في قناة السويس قد تحتاج لعدة أسابيع حتى يتم تعويمها، خاصةً في حال لم تنجح محاولات التعويم بدون تفريغ الحمولة، لأنه في حال اعتماد سيناريو تفريغ الحمولة لتعويم السفينة، فسوف يستغرق الأمر وقتاً أطول بكثير.
تباينت ردود أفعال السوريين بين السخرية والغضب، حيث لاقى بيان وزارة النفط السورية تفاعل كبير لدى السوريين متسائلين:
هل يحتاج استخراج النفط السوري من حقول النفط السورية (التي أخذتها روسيا وكلفة شركة سورية باستثمارها) في دير الزور إلى المرور بقناة السويس؟؟!
لماذا لا تأتي المشتقات النفطية من روسيا (الحليفة) إلى سوريا مروراً بالبحر الأسود والبحر المتوسط؟!
وهل عادةً تأتي المشتقات النفطية إلى سوريا (التي عليها عقوبات) مروراً بقناة السويس؟!
مذكرين الحكومة بتصريحات سابقة لها قالت فيها بأن أحد أسباب أزمة المحروقات في سوريا هو عدم السماح للناقلات القادمة إلى سوريا بالمرور بقناة السويس، وذلك بسبب العقوبات الغربية وقانون قيصر.
أسئلة كثيرة علق بها السوريون على بيان الحكومة لم يتم الجواب على أي منها، في ظل أزمة شاملة تعاني منها البلاد مع غياب تام للحلول الحكومية.