صرح حسين عرنوس “رئيس الوزراء في الحكومة السورية” بأن فواتير الاستيراد والتصدير في سوريا تراجعت لتسجل أرقام قياسية هي الأولى منذ سنوات. وأضاف عرنوس بأن الصادرات ارتفعت في الربع الأول من عام 2021 بنسبة 50% وبلغت 200 مليون يورو. لتكون بذلك قد سجلت أفضل أداء ربعي منذ عام 2013. وإضافة لذلك أقل قيمة مستوردات. حيث تراجعت المستوردات خلال الربع الأول من عام 2021 بنسبة 27% عن الربع الأول في عام 2020. وبنسبة 55% عن الربع الأول في عام 2018 بحسب كلام عرنوس.
كيف تراجعت نسبة الاستيراد في سوريا بهذه النسبة؟
وصول الدولار لمستوى 5000 ل.س وعجز الحكومة السورية اقتصادياً عن فعل شيء دفعها لاتخاذ إجراءات غير مسبوقة شلت الحركة الاقتصادية في البلاد بشكل مبالغ فيه. حيث أصدرت الحكومة السورية مؤخراً قرارات منعت بموجبها استيراد العديد من المواد. وإضافةً لذلك عملت على تحديد سقف السحوبات المصرفية اليومية. وخنق حركة نقل الأموال عبر المحافظات السورية الأمر الذي أدى لعدم تمكن التجار من سحب أموالهم لتمويل تجارتهم أو مستورداتهم. مما تسبب بحالة ركود في الأسواق السورية وغياب الكثير من المواد بالإضافة لارتفاع الأسعار بشكل تجاوز ارتفاع سعر صرف الدولار.
الحكومة وعدت بتخفيض الأسعار ولكن الأسعار ارتفعت:
في كل مرة يخرج بها أحد المسؤولين السوريين تنطلق الوعود بأن الوضع المعيشي سوف يتحسن وبأن القوة الشرائية للمواطن سوف تعود كما كانت والأسعار سوف تنخفض. ولكن بعد كل تصريح حكومي كانت الأسعار ترتفع أكثر. وحتى التسعيرات التي وضعتها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لم يتم العمل بها حتى الآن.
ما الفائدة من تخفيض سعر الدولار إن كان التخفيض سيرفع الأسعار؟
أكد العديد من الخبراء الاقتصاديون بأن تخفيض سعر صرف الدولار عن طريق خنق الاقتصاد ومنع الاستيراد له تأثير سيء على المدى الطويل. كما أن هذه السياسة الاقتصادية سوف تلغي وجود الكثير من المواد في الأسواق. والجميع يعرف بأن المواد تخضع للعرض والطلب وبالتالي فإن انخفاض عرضها سوف يرفع من سعرها. كما أن الوضع الاقتصادي المتدهور الذي تعاني منه البلاد يحتاج لدعم الاستثمار وتسهيل حركة رأس المال. بدلاً من قمعه ومنعه من الحركة. وإضافةً لذلك شكك البعض بأن تكون الصادرات خلال الربع الأول وصلت إلى 200 مليون يورو حيث أن الأسواق والطاقة الإنتاجية توحي بمعلومات مخالفة لتصريحات عرنوس، خاصةً وأن الإنتاج الزراعي في سوريا كان منخفض جداً هذه السنة كما أن الإنتاج الصناعي شبه متوقف عن العمل.