قلق كبير انتشر الأسبوع الماضي لدى المستثمرين نتيجةً للسقوط المتسارع للعملات الرقمية. حيث خسرت عملة “بتكوين” 21% من قيمتها السبت الماضي قبل أن تعوض جزء من خسارتها. كذلك خسر سوق العملات الرقمية تقريباً 500 مليار دولار خلال نهاية الأسبوع الماضي. حيث سجلت بتكوين و إثيريوم وكاردانو وسولانا تراجعات كبيرة. فهل هذه فرصة للاستثمار أم فرصة لإعادة النظر بقوة العملات الرقمية؟
التحركات العنيفة بأسعار العملات المشفرة سببها جهل المستثمرين:
اعتبر الدكتور نبيل عادل (مستشار مالي لعدد من مؤسسات التأمين العالمية) بأن العملات الرقمية تتحرك وفق العرض والطلب ويتم تحديد قيمتها بناءً على توقعات المستثمرين. مرجعاً سبب التحركات العنيفة التي تسجلها العملات الرقمية إلى جهل المستثمرين بها. حيث قال ” الإنسان عدو لما يجهل المستثمرين لا يعرفون كيف يتعاملون مع هذه العملات. وبالتالي فرد الفعل عند أي هزة يكون عنيفا إما يؤدي لارتفاع غير مسبوق أو انهيار حاد”.
هل متحور أوميكرون هو سبب الانهيار الأخير بأسعار العملات الرقمية؟
بخصوص تأثير متحور “أوميكرون” على اسعار العملات الرقمية. اعتبر نبيل عادل أن لا علاقة لكورونا بتراجع اسعار العملات ذلك لأن سوق العملات الرقمية انتعش خلال انتشار جائحة كورونا. في حين اعتبر الدكتور نهاد اسماعيل (استاذ الاقتصاد والمخاطر المالية) بأن يوم الاعلان عن ظهور متحور “أوميكرون” كان “يوم أسود” للاقتصاد العالمي. الأمر الذي أدى إلى انهيار اسعار الاسهم حيث ارتفع عدد صفقات البيع للأسهم وعملة بتكوين وباقي العملات الرقمية. مبرراً سبب ذلك بأن “منطق السوق في الأزمات هو البيع وبعدها طرح الأسئلة”. منوهاً إلى دور أزمة الطاقة وخطوط الإمداد بتراجع أسعار العملات الرقمية. حيث أن التعدين يحتاج كم هائل من الطاقة الكهربائية ذلك وسط أزمة طاقة حقيقية يعيشها العالم.
ما سبب الانهيار الاخير في سوق العملات الرقمية؟
اعتبر الدكتور عادل أن سبب تراجع أسعار العملات الرقمية بهذا الشكل الكبير هو دخول المستثمرين الكبار في مضاربات على هذه العملات وتركها. حيث كانت الارباح ترتفع إلى أن وصلت إلى مستويات اعتبرها المضاربون مرتفعة بشكل مبالغ فيه وغير مبرر وفي هذه اللحظة أي حدث بسيط يزعزع سوق العملات وبمجرد تراجع سعر بيتكوين انهار السوق.
ما هو مستقبل العملات الرقمية؟
اعتبر نبيل عادل بأن التنبؤ بمستقبل العملات الرقمية صعب، لكن سرعة التطور التكنولوجي وحجم التداول بهذه العملات وزيادة عدد الشركات التي تتعامل بها قد يؤدي إلى ارتفع اسعارها على المدى البعيد أما التقلبات على المدى القصير فهي مألوفة في الأسواق المالية. في حين أن الكثير من خبراء الاقتصاد يخالفون نبيل عادل في ذلك معتبرين بأن العملات المشفرة لا يمكن لها أن تكون موجودة في المستقبل ولكن قد يكون التعامل باستخدام عملات رقمية تختلف عن العملات المشفرة بحيث تتبع هيئات مالية مركزية.