بالرغم من تراجع سعر صرف الدولار في سوريا ووصله إلى مستويات قياسية منخفضة تحت مستوى 3,000 ليرة سورية للدولار الواحد. استمرت أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء بالارتفاع. حيث وصلت مؤخراً لمستويات مرتفعة جداً لتصبح بذلك حكراً على طبقة الأثرياء في سوريا وحلماً بالنسبة للفقراء. ذلك في ظل غياب تام لوجود طبقة متوسطة. فالأزمة السورية قسمت المجتمع السوري قسمين، قلة من الأثرياء وأكثرية ساحقة من الفقراء أصحاب الدخل المحدود وأحياناً المعدوم.
وقد بلغ سعر كيلو الفروج المنظف 6,500 ليرة، والشرحات 11,000 ليرة، والفروج المفروم 9,500 ليرة، والجوانح 7,000 ليرة، والسودة 10,000 ليرة، والدبوس 10,000 ليرة.
كما بلغ سعر كيلو لحم الخاروف حوالي 30,000 ليرة، وكيلو الدهنة 21,000 ليرة، وكيلو لحم العجل 25,000 ليرة.
أما بما يخص أسعار الطعام الجاهز، فقد وصل سعر فروج البروستد إلى 15,000 ليرة، والفروج المشوي إلى 14,000 ليرة، والفروج المسحب 14,500 ليرة، بينما وصل سعر كليو الشاورما إلى 17,000 ليرة.
استهلاك اللحوم في سوريا:
بحسب ما صرحت به “جمعية اللحامين في دمشق” فإن كمية استهلاك المواطن السوري للحوم تراجعت بنسبة تجاوزت 75% عن استهلاكه في السابق، فقد كان معدل الاستهلاك سابقاً 9 كيلو غرام للشخص الواحد وحالياً أصبح 2 كيلو غرام فقط. الأمر الذي سبب إغلاق الكثير من محلات اللحوم بسبب تراجع الطلب.
أسعار اللحوم لدى السورية للتجارة منخفضة ولكن اللحوم غير موجودة:
أسعار اللحوم لدى السورية للتجارة أرخص من الأسواق. ولكن من النادر أن تتواجد، فبالرغم من انخفاض جودة المواد المعروضة لدى السورية للتجارة إلى أن انخفاض أسعارها عن سعر السوق ولو بنسبة بسيطة يدفع المواطنين للشراء منها. بسبب الأزمة الاقتصادية وانخفاض القوة الشرائية التي يعاني منها المواطن السوري. والتي قلصت خيارات الشراء لديه ليصبح مجبراً على شراء المنتجات الأرخص حتى وإن كانت ذات جودة رديئة. وفي وقت سابق أكدت السورية للتجارة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء 20 ضعف عما كانت عليه في عام 2010. وإضافةً لذلك أكدت المؤسسة العامة للدواجن تراجع تربية الدجاج في سوريا، الأمر الذي أدى إلى تراجع في الإنتاج. فأصبح استيراد المادة يتم من إيران بعد أن كان معدل إنتاج سوريا في العام 2010 حوالي 180 ألف طن، الأمر الذي يشير إلى احتمالية انقطاع جزئي للمادة عن الأسواق وارتفاع جديد في أسعارها.
حاجة الأسرة السورية تعادل أضعاف مستوى الدخل:
بحسب الخبراء الماليين فإن الأسرة السورية اليوم تحتاج دخل شهري يتراوح وسطياً بين 900,000 ل.س و 1,000,000 ل.س (300 $ – 350 $) لتتمكن من تأمين مستلزماتها الأساسية. في حين أن متوسط الدخل الشهري في سوريا حوالي 85,000 ل.س فقط (28 $). الأمر الذي أجبر السوريين على حذف الكثير من المستلزمات الأساسية بسبب عدم وجود قدرة لشرائها. وفي حال بقاء ارتفاع الأسعار على حاله فإن القادم سوف يكون أسوء. خاصةً وأن انخفاض معدلات الإنتاج في سوريا يدل على أن سعر الدولار من الصعب أن يستمر بالانخفاض. لأن الاقتصاد الفعلي في سوريا لم يتحسن بشكل حقيقي ينعكس على العملية الإنتاجية.