شهد الاسبوع الماضي تحسن جيد بسعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي وعوضت جزء من خسارتها هذا الشهر، وكان الحال مماثلاً بالنسبة للذهب فقد انخفضت أسعار الذهب في معظم المحافظات السورية قبل أن تعود للارتفاع بشكل جزئي في إغلاق الخميس الموافق لـ 3 كانون الأول، ولكن السؤال…
هل هبطت أسعار الدولار والذهب أم الليرة السورية تحسنت؟
بالنظر للوضع الاقتصادي العالمي فمن الواضح بأن الدولار ينخفض بقوة متأثراً بعدة عوامل اقتصادية منها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والرؤية الضبابية لدى المستثمرين وأصحاب الأموال حول خطط جو بايدن المستقبلية بما يخص السياسة الأمريكية تجاه الملفات الساخنة وفي بدايتهم الملف الصيني وملف الشرق الأوسط، بالإضافة لضخ الحكومة الأمريكية مليارات الدولارات في الأسواق لمواجهة الركود الاقتصادي مما انعكس سلباً على سعر الدولار الأمريكي.
ومن جهة ثانية فقد تزامن إعلان بعض الشركات عن اقتراب انتاج لقاح كورونا ونهاية الجائحة مع أخبار إيجابية من الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد قول ترامب بأنه سوف يقبل بنتائج الانتخابات الأمريكية في حال تم تأكيد فوز جو بايدن رسمياً عبر المجتمع الانتخابي، مما ساهم بمنح المستثمرين وأصحاب الأموال شعور بالأمان وبالتالي تحرير أموالهم من البنوك والذهب، ودعم مشاريعهم بها أو البدء باستثمارات جديدة خاصةً وأن حكومات معظم الدول بدأت باتباع سياسة تخفيض سعر الفائدة من أجل دفع أصحاب الأموال باتجاه الأسواق بحيث يتحرك الاقتصاد ويبتعد عن الركود أو الكساد، وكان أثر هذا واضحاً على الأسواق العالمية وحركة التجارة والبورصات وأسعار الأسهم التي تحسنت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة.
أما بما يخص الليرة السورية فبالرغم من انخفاض سعر الذهب والدولار في سوريا خلال الأيام الماضية، لم يرى السوريون أي تحسن بالقوة الشرائية لليرة السورية، بل على العكس تماماً فالأسواق السورية تزدحم بالأسعار الباهظة وتكاد تخلو من الزبائن كنتيجة منطقية لانخفاض القوة الشرائية للعملة السورية.
نتيجةً لذلك من الواضح بأنه لا يوجد أي تحسن حقيقي حتى اللحظة في سعر الليرة السورية، أما بخصوص ما نراه من انخفاض بأسعار الصرف فهي نتيجة طبيعية للانخفاض العالمي بسعر الدولار والذهب، وهذا الانخفاض لا يزيد من القوة الشرائية لليرة السورية.