حالة من الارتباك الحذر تخييم على الاقتصاد العالمي المتخوف من موجة انتشار جديدة لفايروس كورونا. الاقتصاد العالمي الذي لم يكمل تعافيه من تداعيات الاغلاق السابق والانتشار الكبير لكوفيد 19. يراقب حالياً بقلق شديد أخبار متحور “أوميكرون” الذي وصفه البعض بأنه أكثر سرعة وقابلية للانتشار من المتغيرات السابقة لكوفيد 19.
أول المتضررين هو قطاع السياحة والسفر:
اعتبر خبراء الاقتصاد بأن أول القطاعات التي قد تتأثر بالقلق المتزايد بخصوص “أوميكرون” هو قطاع السياحة والسفر. حيث أن العديد من الحكومات بدأت بالفعل بتقليل حركة السفر إلى حين معرفة مستقبل المتحور الجديد. كما وقد عبر خبراء اقتصاديون عن قلقهم الشديد بخصوص معدلات التضخم التي قد تشهد ارتفاع كبير في العالم. خاصةً وأن مستويات التضخم حالياً تعتبر مرتفعة حيث تبلغ وسطياً 5.3%. في حين أن التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية بلغ مستوى 6.2% الأمر الذي يضعه في موقف صعب أمام أي تضخم جديد. مع العلم أن ذلك سيؤثر على الاقتصاد العالمي عموماً.
النمو العالمي في مرمى أوميكرون:
وفي وقت يعاني فيه العالم من أزمة كبيرة في سلاسل الإمداد قد يسبب متحور “أوميكرون” تعميق هذه الأزمة. مما سيؤدي إلى زيادة احتمال حدوث تضخم. كما أنه سيعرقل نمو وتعافي الاقتصاد العالمي. خاصةً في الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والبرازيل والمكسيك التي تعمل حالياً على كبح التضخم. كما أنه سيؤثر حتماً على النمو الاقتصادي في الصين التي تتبع حالياً سياسة صفر كورونا بمعنى أنها تسعى ليكون عدد اصابات كورونا لديها صفر.
الصين التي تعتبر مصنع العالم وثاني أكبر اقتصاد في العالم تعاني حالياً من أزمة ديون العقارات وتحاول إعادة ترتيب بيتها الاقتصادي الداخلي من خلال ضبط الشركات الخاصة التي تجاوزت الخطوط الصينية الحمراء. انخفض النمو الاقتصادي لديها إلى 5% (أدنى معدل منذ 30 سنة) وقد ينخفض أكثر في حال خرج “أوميكرون” عن السيطرة. ومن المؤكد بأن أي اغلاق في الاقتصاد الصيني سيكون له تداعيات عالمية قد تتجاوز قدرة الدول صاحبة الاقتصادات الضعيفة والهشة.
المتحور الجديد وصل إلى 40 دولة حتى الآن:
متحور “أوميكرون” الذي تم التعرف عليه لأول مرة في جنوب أفريقيا وصل حتى اليوم إلى 40 دول حول العالم. ومن أبرز ما يثير قلق علماء الأوبئة هي شكوك حول أن متحور “أوميكرون” كسر جميع التحصينات واستطاع أن يطور مناعة ضد اللقاحات. وتعليقاً على انتشار “أوميكرون” قالت خبيرة اللقاحات البروفيسورة سارة جيلبرت (إحدى مخترعي لقاح أسترازينيكا) “إن الجوائح المقبلة قد تزهق أعداداً أكبر من الأرواح من جائحة كورونا” كما طالبت بعدم تبديد الدروس المستفادة من الجائحة الحالية. وأضافت جيلبرت “هذه المرة لن تكون الأخيرة التي يهدد فيها فيروس أرواحنا وأرزاقنا. والحق أن المرة المقبلة قد تكون أسوأ. فقد تكون أكثر نشراً للعدوى أو أكثر إزهاقاً للأرواح أو كليهما”.